هذه المفاتيح فما ظنك بالكنوز !!!!

يمضى السياق القرآنى موضحا كيف كانت الثروة التى أنعم الله بها على قارون ولكنه لم يشكر ربه على تلك النعمة العظيمة . قال تعالى : ( وآتيناه من الكنوز ما أن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولى القوة ) .

* (وآتيناه من الكنوز ) أى : من الأموال المدخرة (ما ان مفاتحه ) أى : مفاتيح صناديقه ، وقيل : خزانته (لتنوء ) أى :تثقل (بالعصبة أولى القوة ) أى :

الجماعة الكثيرة من الرجال أو البغال ( أذا قال له قومه لا تفرح )
أى :بزخارف الدنيا فرحا يشغالك عن الشكر فيها ، والقيام بحقها ( أن الله لا يحب الفرحين ) أى هذا الفرح لما فيه من ايثارها عن الآخرة ، والرضا بها عنها ،والاخلاد اليها ، وذلك أصل كل شر ومبعث فساد .

* (لاتفرح ) فرح الزهو المنبعث من الاعتزار بالمال ، والاحتفال بالثراء ، والتعلق بالكنوز ، والابتهاج بالملك والاستحواذ ..لا تفرح فرح البطر الذى ينسى المنعم بالمال ،وينسى نعمته ،وما يجب لها من الحمد والشكران . لا تفرح فرح الذى يستخفه المال ،فيشغل به قلبه ،ويطير له لبه ،ويتطاول به على العباد .

(أن الله لا يحب الفرحين ) فهم يردونه بذلك الى الله ،الذى لا يحب الفرحين المأخوذين بالمال ،والمتباهين ،والمتطاولين بسلطانه على الناس .

* واختلف فى العصبة فقيل : عشرة ،وقيل :خمسة عشر ،وقيل : أربعون ،وقيل :من عشرة الى أربعين .

وكان فى قصة قارون أنه حصل أمولا عظيمة جدا حتى قيل : كانت مفاتيح خزائنه من جلود تحمل على أربعين بغلا . هذه المفاتيح فما ظنك بالكنوز !!!! 0361